التاريخ: 2021/05/30

لمحة مختصرة عن العملات الافتراضية وآخر مستجداتها

إعداد: مركز الجُمان للاستشارات الاقتصادية

 

1. بدأت بشكل متواضع منذ نحو 15 سنة، ولا يعلم عنها وقتها إلا شريحة صغيرة للغاية من المهتمين بأسواق المال والمضاربات بالسلع والعملات.. إلخ.

 

2. بدأت العملات الافتراضية تصبح "ظاهرة" بشكل ملحوظ منذ فوز "ترامب" بالرئاسة الأميركية في نوفمبر 2016، وقد كانت بعض التكهنات تشير بأن الصين تعد العدة لمواجهة عقوبات "ترامب" المحتملة من خلال عدة أدوات منها: العملات الافتراضية، والتي يتم حفظها بشكل سري للغاية.

 

3. حدثت قفزة هائلة في العملات الافتراضية خلال 2017 بأكثر من 1000% للـ "بتكوين" مثلاً، إلى أن وصلت إلى قرب 20 ألف دولار للوحدة الواحدة، كما وصلت القيمة الرأس مالية للعملات الافتراضية نحو 700 مليار دولار في وقتها.

 

4. حدث انهيار كبير للعملات الافتراضية في 2018، حيث تراجعت "بتكوين" من نحو 20 ألف دولار إلى نحو 5 آلاف دولار، وقد انهارت القيمة الرأس مالية للعملات الافتراضية لتصل إلى نحو 300 مليار دولار حينها.

 

5. نشطت العملات الافتراضية مرة أخرى عام 2020، وهو عام "كورونا" لأسباب مختلفة لا يمكن حصرها، وربما منها كان كأثر مباشر لانهيار أسواق المال العالمية والإقليمية بشكل حاد خلال الربع الأول 2020، وكذلك انهيار أسعار النفط، وذلك كتداعيات مباشرة لـ "وباء كورونا"، علماً بأن تلك الحقبة شهدت ارتفاعاً قياسياً للذهب وصل إلى أكثر من 2000 دولار للأونصة الواحدة.

 

6. بدأً من الربع الثاني 2020، ومع تماسك الأسواق العالمية وأسعار النفط، استمرت العملات الافتراضية بالارتفاع، وقد بدأت العديد من الأطراف المهمة بتبنيها ومحاولة شرعنتها، مثل الملياردير "إيلون ماسك" وغيره، وكذلك اهتمت بها العديد من منصات التداول والبنوك والمحافظ والصناديق، وبعضها تم إدراجها رسمياً في بورصة نيويورك وهي أكبر بورصة بالعالم، ناهيك عن بورصات أخرى.

 

7. حدث "شبه أنهيار" للعملات الافتراضية بداية شهر مايو 2021، حيث انهارات القيمة الرأس مالية في يوم واحد بنحو 1 ترليون دولار، وقد انخفضت عملة "بتكوين" بنحو 50% من 60 ألف دولار في 14/03/2021 إلى 30 ألف دولار في 18/05/2021، وقد أشعل فتيل الانهيار قرار رسمي من السلطات الصينية بحظر التعامل في العملات الافتراضية وتجريم تداولها بتاريخ 18/05/2021، علماً بأن سعرها بتاريخ 27/05/2021 يبلغ نحو 40 ألف دولار.

 

8. يجب التفرقة ما بين العملات الرقمية، وهي الصادرة من حكومات وتخضع لحوكمة ومرجعية معروفة، وقد بدأت بها الصين والولايات المتحدة، وأيضاً السعودية والإمارات كعملة رقمية واحدة للبلدين، كما أعلن بنك الكويت المركزي نوايا التفكير في إصدار عملة رقمية منذ نحو سنتين أو ثلاث، وتختلف العملات الرقمية عن العملات الافتراضية التي هي محل موضوعنا هذا، حيث ليس لها جهة رسمية أو دولة تتبناها، ولا تخضع لأي حكومة أو حوكمة أو نظام رسمي ومعلن، بالتالي، فإنه عند تبخر كامل قيمتها بلحظة واحدة أو خلال فترة قصيرة - وهذا ربما يكون متوقعاً - فليس لمالك العملات الحق الرجوع على أي جهة بالتعويض أو تقديم شكوى.. إلخ.

 

9. مستقبل العملات الافتراضية مجهول، وذلك بالرغم من التوقعات اليومية، أو ربما اللحظية التي تقول بأن مستقبلها مشرق، وأن "البتكوين" مثلاً، قد يصل إلى نصف مليون دولار أميركي، أو أقل أو أكثر، علماً بأن معظم تلك التوقعات من أناس عاديين، أي غير متخصصين، وذلك رغم صدور توقعات في هذا الاتجاه من شخصيات معروفة، ولكنها نادرة، ولا شك أن لها مصلحة في ذلك مثل الملياردير "أيلون ماسك"، علماً بأن المعظم الساحق من البنوك المركزية في العالم لا تعترف بالعملات الافتراضية، كما تحذر من التعامل معها، بل أن بعضها يفرض غرامات كبيرة وعقوبات جسيمة لمن يتعامل بها أو يروّج لها، ورغم ذلك، هناك بعض الدول "شبه المنهارة أو الفاشلة" مثل فنزويلا وإيران تعترف بالعملات الافتراضية وترعاها، وذلك لاستخدامها كأداة لتحويل الأموال بطرق غير مشروعة نظراً للعقوبات الدولية المفروضة عليها.

 

10. وفي الختام، فإن جميع الاحتمالات مفتوحة بشأن العملات الافتراضية، سواء بتحقيقها لأرقام فلكية خارج نطاق التوقعات، وحتى الخيال، أو بانهيارها بشكل حاد، وربما اختفاءها بالكامل، لكننا نوصي بعدم الاستثمار بها والمضاربة فيها بشكل عام.

 

 

e – mail: info@aljoman.net         website: www.aljoman.net

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الجُمان للإستشارات الإقتصادية 2000 - 2024