قطوف الجُمان



SocialTwist Tell-a-Friend

التاريخ :08/07/2017

مقارنة حركة أسعار العملات الرئيسية مقابل الدينار الكويتي   
والدولار الأمريكي خلال الربع الثاني 2017

                 إعداد : مركز الجُمان للاستشارات الاقتصادية      

  

شهد العالم عدة متغيرات اقتصادية خلال الربع الثاني من العام الجاري 2017، منها: رفع الفيدرالي الأمريكي سعر الخصم بمقدار 0.25 نقطة مئوية إلى 1.25% في 14/06/2017، وهي المرة الثانية التي يرفع فيها "الفيدرالي" سعر الخصم خلال العام 2017، حيث كان الرفع الأول خلال مارس الماضي بنفس المقدار، ولم يواكب بنك الكويت المركزي خطوة "الفيدرالي" في يونيو كما واكبها في مارس 2017، حيث أبقى سعر الخصم عند مستوى 2.75% بعد قرار "الفيدرالي" رفع الفائدة في يونيو، وقد رفع المركزي الكويتي سعر الخصم بمعدل 0.25 نقطة مئوية خلال مارس 2017 من 2.5 إلى 2.75%، ورغم رفع "الفيدرالي" لسعر الخصم، إلا أن الدولار الأمريكي انخفض عالمياً -ولو بشكل طفيف -منذ تاريخ الرفع حتى تاريخ إعداد هذا التقرير.

   من جهة أخرى، تم الاتفاق ما بين منظمة "أوبك" و دول خارجها في 25/05/2017 على تمديد خفض انتاج النفط للمحافظة على أسعاره وامتصاص تخمة المعروض منه، وذلك بواقع 1.2 مليون برميل من جانب منتجي "أوبك" و 0.6 مليون برميل للدول من خارجها بصدارة روسيا، وذلك لمدة 9 شهور من 01/07/2017 إلى 31/03/2018، ورغم ذلك الاتفاق المهم، إلا أن أسعار النفط تراجعت بنحو 10% من تاريخ الاتفاق حتى تاريخ إعداد هذا التقرير، حيث بلغ سعر "برميل برنت" نحو 47.0 دولار في 07/07/2017 بالمقارنة مع نحو 52.0 دولار بتاريخ الاتفاق المذكور، أي في 25/05/2017.

   ومن أبرز الأحداث الاقتصادية والسياسية عالمياً خلال الربع الثاني 2017 إعلان الرئيس الأمريكي الانسحاب من اتفاقية "باريس للمناخ"، وذلك تنفيذاً لأحد وعوده أثناء حملته الانتخابية، وقد أثار قرار الرئيس الأمريكي معارضة شديدة من جانب الأطراف الموقعة على الاتفاقية بقيادة ألمانيا وفرنسا، وكذلك اليابان والصين والهند، وقد برر الرئيس الأمريكي انسحابه من الاتفاقية لحماية أمريكا وشعبها من التبعات الاقتصادية للالتزام بالاتفاقية.

   ومن  التطورات الاقتصادية والسياسية المهمة خلال الربع الثاني 2017 هو إجراء الانتخابات البريطانية المبكرة في 08/06/2017 التي دعت إليها رئيسة الوزراء "تريزا ماي"، وقد أسفرت نتائج الانتخابات عن خسارة حزب رئيسة الوزراء "المحافظ" غالبيته المطلقة في البرلمان، والذي من شأنه إضعاف موقفها في معركة مفاوضاتها مع الاتحاد الأوروبي لتنفيذ خروج بريطانيا من ذلك الاتحاد، وقد تراجع الجنيه الاسترليني نسبياً مباشرة بعد نتيجة الانتخابات المذكورة، ورغم تراجع عدد مقاعد حزب المحافظين في البرلمان البريطاني، إلا أن "تريزا ماي" تمسكت في منصبها ورفضت الاستقالة، وتحالفت مع حزب في ايرلندا الشمالية لتشكيل حكومة جديدة.

   أما بشأن موضوعنا الرئيسي، والمعنون بـ "مقارنة حركة أسعار العملات الرئيسية مقابل الدينار الكويتي والدولار الأمريكي خلال الربع الثاني 2017"، فقد واصل الدولار الأمريكي تراجعه للربع الثاني على التوالي مقابل الدينار الكويتي وبمعدل 0.57% خلال الربع الثاني 2017 من 0.30630 دك في بدايته إلى 0.30455 دك في نهايته، وذلك في إطار تراجع الدولار الأمريكي مقابل معظم العملات الرئيسية العالمية في الربع المذكور رغم رفع "الفيدرالي" الأمريكي سعر الفائدة خلال تلك الفترة كما أسلفنا.

   وفيما يلي نتيجة مقارنة حركة أسعار صرف كل من الدينار الكويتي والدولار الأمريكي مقابل أربع من العملات الرئيسية العالمية، وكذلك متوسط تغير تلك العملات مقابل كلاً من الدينار والدولار خلال الربع الثاني 2017:

1. اليورو: ارتفع اليورو مقابل الدينار الكويتي بمعدل 5.4%، بينما ارتفع مقابل الدولار الأمريكي بنسبة أكبر بلغت 5.6%.

2. الفرنك السويسري: ارتفع الفرنك السويسري مقابل الدينار الكويتي بمعدل 3.5%، بينما ارتفع مقابل الدولار الأمريكي بنسبة أكبر بلغت 4.1%.

3. الين الياباني: انخفض الين الياباني بمعدل 1.4% مقابل الدينار الكويتي، بينما انخفض بدرجة أقل تجاه الدولار الأمريكي بمعدل 0.9%.

4. الجنيه الاسترليني: ارتفع الجنيه الاسترليني مقابل الدينار الكويتي بمعدل 3.6%، في حين ارتفع بمعدل أكبر مقابل الدولار الأمريكي بمعدل 4.0%.

5. متوسط العملات الأربع (اليورو، السويسري، الاسترليني و الياباني): ارتفاع متوسط التغير في العملات الأربع بمعدل 2.75% تجاه الدينار الكويتي، بينما ارتفع ذلك المتوسط بنسبة أكبر مقابل الدولار الأمريكي بمعدل 3.21%.

   ويمكن استنتاج عدة مؤشرات أو معطيات من العرض الموجز السابق، منها على سبيل المثال لا الحصر التالي:

1. انخفاض الدينار الكويتي مقابل معظم العملات الرئيسية العالمية(اليورو، السويسري و الاسترليني) بالتوازي مع انخفاض الدولار الأميركي تجاهها، وأيضاً انخفاض الدولار الأمريكي تجاه الدينار الكويتي.

2. كان ارتفاع الدينار الكويتي ملفتاً تجاه الين الياباني خلال الربع الثاني 2017 على خلاف انخفاضه مقابل العملات العالمية الأخرى(باستثناء الدولار)، ويعتبر ذلك سلوكاً أو توجهاً جديداً تجاه حركة الدولار وبالتبعية الدينار مقابل الين الياباني بالمقارنة مع سلوك أو توجه العملات العالمية الأخرى تجاه الدولار، وهو الذي تم رصده أيضاً خلال العام الماضي 2016 ككل.

3. تبيّن الحركة أعلاه بشكل عام الارتباط القوي ما بين الدولار الأمريكي والدينار الكويتي، وذلك بتحركهما بشكل متوازٍ مقابل العملات العالمية الرئيسية الأربع كما تم التعرض له في هذا التقرير.

4. من خلال مقارنة متوسط حركة الدينار تجاه العملات الأربع الرئيسية (2.75%)، وكذلك حركة الدولار تجاهها (3.21%) خلال الربع الثاني 2017، يمكن استنباط هامش التغير ما بين الدولار والدينار بواقع 0.46 نقطة مئوية (3.21 - 2.75)، وبقسمة هامش التغير على المتوسط الأول (2.75)، ثم قسمته على المتوسط الثاني (3.21) نصل إلى تقدير أولي لارتباط الدينار الكويتي بالدولار الأمريكي ما بين 83 إلى 86%، وذلك خلال الربع الثاني 2017، أي أن الدولار الأمريكي يمثل نحو 85% من سلّة العملات المقومة للدينار الكويتي خلال الفترة المذكورة، وذلك كتقدير أولي.

5. يعتبر الربط الوثيق للدينار الكويتي بالدولار الأمريكي -كما تم عرضه أعلاه -سياسة استراتيجية معلنة من بنك الكويت المركزي، لعدة أسباب جوهرية، منها: أن إيرادات الدولة الرئيسية مقومة بالدولار الأمريكي كونها ناتجة عن مبيعات النفط، وكذلك "مقاربة" السياسات النقدية العامة في دول مجلس التعاون الخليجي بشأن هذا الموضوع، ونشدد على مفردة "مقاربة" وليس "مطابقة"، حيث أن ربط بعض دول مجلس التعاون عملتها بالدولار الأمريكي تصل إلى 100%.

 

  e – mail: info@aljoman.net                    website: www.aljoman.net