التاريخ :17/01/2021
مقارنة حركة أسعار العملات الرئيسية مقابل
الدينار الكويتي والدولار الأميركي خلال العام 2020
إعداد : مركز الجُمان للاستشارات الاقتصادية
ارتفع الدولار الأميركي مقابل الدينار الكويتي بمعدل 0.1% خلال العام الماضي 2020، وذلك من 0.30460 في 31/12/2019 إلى 0.30480 دك مقابل 1 دولار في 31/12/2020، كما ارتفعت 4 عملات رئيسية عالمية مقابل الدينار الكويتي بشكل متفاوت، وذلك على النحو التالي:
1) اليورو: ارتفع اليورو مقابل الدينار بمعدل 9.6%، وهي ذات النسبة التي ارتفع بها أمام الدولار الأميركي.
2) الفرنك السويسري: ارتفع الفرنك السويسري بمعدل 9.8% مقابل الدينار، بينما ارتفع بنسبة أقل مقابل الدولار بمعدل 8.8%.
3) الين الياباني: ارتفع الين الياباني بمعدل 5.4% مقابل الدينار، بينما ارتفع بنسبة أقل تجاه الدولار بمعدل 5.1%.
4) الجنيه الإسترليني: ارتفع الجنيه الإسترليني مقابل كل من الدينار والدولار بمعدل 3.8%.
5) متوسط العملات الأربع: ارتفع متوسط حركة العملات الأربع (اليورو، الفرنك السويسري، الين الياباني والجنيه الإسترليني) مقابل الدينار بمعدل 7.2%، في حين ارتفع ذلك المتوسط تجاه الدولار بمعدل أقل بلغ 6.8%.
ومن خلال الرصد أعلاه، يمكن الخروج بعدة معطيات ومؤشرات، وذلك على سبيل المثال لا الحصر كالتالي:
1) لأول مرة، وربما خلال عقود ماضية، تتجه جميع العملات الأجنبية الخمس باتجاه واحد مقابل الدينار الكويتي، وهو إتجاه الارتفاع.
2) ترجع الملاحظة الملفتة وربما المقلقة أعلاه إلى كون الدينار الكويتي مقوم بسلة عملات عالمية رئيسية، والتي يغلب عليها الدولار الأميركي كما هو معروف ومؤكد، بالتالي، إذا ارتفعت عملات مقابل الدينار يفترض أن تنخفض أخرى مقابله.
3) سجّل الدولار هبوطاً قياسياً خلال عام 2020 مقابل العملات العالمية الرئيسية، ومنها اليورو، وذلك إلى مستوى لم يشهده منذ سنتين ونصف، ومع ذلك، ارتفع مقابل الدينار الكويتي، والذي يؤكد إلى سلوك غير مألوف للدينار الكويتي مقابل العملات العالمية الرئيسية، ومقابل الدولار الأميركي على الأقل، وذلك خلال عدة عقود ماضية كما أسلفنا.
4) لا يوجد تفسير لدينا عن الحركة أعلاه إلا خفض بنك الكويت المركزي للدينار الكويتي خلال العام 2020، وهو ما تم ذكره أيضاً خلال تقرير مماثل صدر في 13/10/2020 فيما يتعلق بثلاثة أرباع العام 2020.
5) عند انخفاض الدولار الأميركي بشكل قياسي خلال العام 2020 كما أسلفنا أعلاه، كان من المتوقع أن ينخفض أيضاً مقابل الدينار الكويتي ولو بشكل طفيف يتراوح ما بين 3 إلى 6%، بينما حدث العكس، حيث ارتفع ولو بشكل هامشي بلغ 0.1%.
6) من الملفت أيضاً في حركة كل من الدينار الكويتي والدولار الأميركي خلال العام 2020 هو تطابق ارتفاع اليورو والجنيه الإسترليني بنفس النسبة تماماً مقابل الدينار والدولار بمعدل 9.6 و3.8% تباعاً، بينما كانت الحركة التقليدية السابقة تقتضي ارتفاع اليورو والإسترليني مقابل الدينار بأعلى من ارتفاعها مقابل الدولار، وذلك كما حدث بارتفاع الفرنك السويسري والين الياباني مقابل الدولار بنسبة أقل من ارتفاعها مقابل الدينار، وكل ذلك على أساس هيمنة الدولار الأميركي على معظم مكونات سلة العملات المقومة للدينار الكويتي.
7) لا نعلم سبب خفض بنك الكويت المركزي للدينار الكويتي خلال العام الماضي 2020، وذلك في حال صحة تحليلنا كما ورد أعلاه، لكن كما هو معروف، يعتبر العام المذكور هو عام الضربة المزدوجة لدول الخليج، ومنها الكويت، والمتمثلة في "وباء كورونا" + "إنهيار النفط" بما أدى إلى عجز قياسي في ميزانية الدولة وضعف ملاءتها المالية، والذي أكّد ذلك خفض التصنيف العالمي السيادي للكويت مرتين خلال 2020، وعليه، يمكن تفسير خطوة بنك الكويت المركزي بخفض الدينار الكويتي - كما نعتقد- للتخفيف على المالية العامة - قدر المستطاع - بحيث يتم توفير دنانير أكثر مقابل نفس الدولارات الناتجة عن بيع النفط، وذلك كتعبير مبسط ومجازي ومختصر لوصف الوضع أو محاولة تفسيره.
8) إن النقاط المستخلصة من التحليل أعلاه لا تعتبر حقيقة كاملة رغم وجاهتها والجهد الكبير المبذول في استخلاصها، حيث لا تتوافر كامل البيانات والمعلومات لاستنتاج حقائق قاطعة فيما يتعلق بالعلاقة الدقيقة ما بين الدينار الكويتي والدولار الأميركي، وكذلك علاقة العملتين بالعملات العالمية الرئيسية الأربع التي تناولها هذا التقرير.

