قطوف الجُمان



SocialTwist Tell-a-Friend

 

التاريخ :2021/05/31

 

التذمر الشعبي من تضخم الأسعار خاصة مواد البناء والسلع الاستهلاكية

إعداد : مركز الجُمان للاستشارات الاقتصادية

 

1) مع أزمة "كورونا" ارتبكت ما يسمى بـ "سلسلة الإمداد" للعديد من السلع، أي تعرقل وصولها أو انسيابيتها من المصنع إلى المستهلك بسبب الإغلاقات التي أثرت على نشاط المصانع والموانئ وحركة النقل.. إلخ، وعليه، ارتفعت أسعار العديد من تلك السلع بنمط ملحوظ جداً، ولو بشكل متفاوت، وذلك في معظم دول العالم.

 

2) لكن للأسف، الوضع لدينا في الكويت انتهازي بأبشع الصور من ناحية بعض التجار، حيث انتهزوا تلك الأزمة، كونهم تجّار حروب وأزمات، حيث ينتهزون أي أزمة لمضاعفة نسب الارتفاع السائدة في العالم، فعوضاً أن ترتفع بعض أسعار السلع بنسبة 10 إلى 15%، رفعوها من 30 إلى 50%، وربما أكثر خلال أقل من سنة.

 

3) الحكومة الكويتية منهارة وفاشلة، بالتالي، وقفت مشلولة تماماً أمام هذا الجشع وهذه الانتهازية من بعض التجّار، وعليه، فإن المستهلك يدفع الثمن الباهظ لهذا الوضع الفاسد والمتهاوي والفوضوي.

 

4) لا شك بأن الأمثلة كثيرة في المبالغة بالأسعار واستغلال الارتفاع العالمي لبعض السلع مثل الحديد والأخشاب والألمنيوم.. إلخ، ناهيك عن المواد الغذائية.

 

5) كما لا يفوتنا في هذه المناسبة، التعرض لجشع بعض التجار فيما يتعلق بارتفاع بعض العملات العالمية في الظروف العادية، حتى قبل أزمة "كورونا"، حيث يتم رفع سعر بيع السيارة اليابانية مثلاً، وعند سؤال الوكيل عن سبب ذلك، يقول بسبب ارتفاع الين الياباني، وفعلاً يكون الين الياباني ارتفع بنسبة 5% مثلاً، بينما قفز سعر السيارة بنحو 20%، وعندما ينخفض الين الياباني، تظل أسعار المنتجات اليابانية على مستوياتها المرتفعة سابقاً، إن لم يتم زيادتها، أي عكس اتجاه حركة العملة بما يتوافق مع مصلحة التاجر الجشع.

 

6) سنضرب مثالاً واضحاً ومهماً وربما لاحظه الكثيرون كونه سلعة غذائية أو استهلاكية يومية لمعظم الأسر، وذلك لسوء استغلال ارتفاع أو انخفاض العملات الأجنبية، فعلى سبيل المثال، انخفضت الليرة التركية بمعدل 50% على الأقل في السنوات الماضية، ومثلاً، علبة اللبنة التركية التي كانت بدينار واحد منذ عدة سنوات كان من المنطق انخفاضها إلى نصف دينار تقريباً، بينما ظلت العلبة بدينار واحد رغم انهيار العملة التركية، بل تمت زيادة أسعار السلع والمنتجات التركية مؤخراً بما يعاكس انخفاض الليرة التركية، وذلك استغلالاً لموجة الغلاء التي يعتبر جزء بسيط منها طبيعي، بينما جزءها الأكبر مفتعل.

 

7) يجب ان نذّكر في هذه المناسبة بأن احد أسباب غلاء المعيشة الأخرى في الكويت مؤخراً هو انخفاض القيمة الشرائية للدينار الكويتي خلال عام 2020، والتي كانت بنحو 5% حسب دراسة علمية لمركز الجُمان للاستشارات الاقتصادية تم نشرها في 13/10/2020، وكما هو متوقع، وللأسف أيضاً، فقد استغلت شريحة مهمة من التجار هذا الحدث برفع أسعار سلعهم المستوردة بشكل مضاعف، حيث أنه عوضاً عن رفع أسعار تلك السلع بنسبة 5% حسب نسبة انخفاض الدينار الكويتي، تم استغلال الوضع برفعها بنحو 15 إلى 25% كتقدير أولي، وهو ما ساهم بالغلاء الفاحش للمعيشة الذي شهدته الدولة مؤخراً بشكل عام.

 

8) الحل يكون برقابة مهنية وأمينة ومشددة، بحيث يتم قبول نسبة ارتفاع على السلع حسب المنطق المبني على المتوسطات العالمية الحقيقة، وحتى الإقليمية في دول مجلس التعاون، وإذا تم تعدي هذه النسب، يتم العقاب الفوري والحازم والمؤثر على المتجاوزين.

 

9) أخيراً، نذكّر بالحديث النبوي الشريف الصحيح الذي وردت فيه الجملة التالية: "إن التجار يبعثون يوم ‏القيامة فجاراً، إلا من أتقى الله وبر وصدق".

 

 

e – mail: info@aljoman.net         website: www.aljoman.net